2011-10-19

مصر فوق الجميع هذه المقولة سمعناها تتردد عالياً فى ميدان التحرير، وأصبحنا نرددها كل يوم وكل ساعة ولكن هل سألنا أنفسنا ما معنى هذه المقولة أم نرددها على أنها مجرد نداء وطنى بالفعل هى نداء وطنى ولكنها ليست مجرد نداء بل إنها تحمل من المعانى ما يمكن أن يبنى مصر ويخرج بها من عنق الزجاج ونسأل أنفسنا من هم الجميع وكيف تكون مصر فوق الجميع. الجميع هم أنت وأنا وأسرتك وأسرتى وأطفالنا والأجنة التى مازالت فى أرحام أمهاتهم الذين نريدهم أن يخرجوا إلى مصر العزيزة وهى رائدة كريمة فهم نواة المستقبل الذين تريدهم أن يخرجوا يتعلمون ولا يرددون فقط مجرد نداء مصر فوق الجميع. الجميع ليس أشخاصاًً فقط وإنما أيضاً المصالح والأطماع فمصر فوق جميع المصالح مشروعة كانت أم غير مشروعة فإن كانت مشروعة فلننحيها جانباً من أجل مصر ورفعة شعبها وإن كانت غير ذلك فلنحاربها بكل ما أوتينا من قوة من أجل القضاء على الفساد وعلى زمن نزعم أننا خرجنا من براءته ولكنه مازال متمسكاً و عضضاً علينا بالنواجز فلنكسر أسنانه ونقطع دابره ولكن كيف؟ وهذا السؤال ينقلنا إلى الجزء الثانى من النداء وهو كيف نجعل مصر فوق الجميع يا إخوانى طالما انتظرنا وحلمنا وطال انتظارنا حتى ظننا أنه لم ولن يأتى اليوم الذى نحقق فيه ما يسمى بالإرادة الشعبية، أتحس معى معنى وقوة هذه الكلمة وجاء لنا الوقت لنختار من يقوم على أمورنا فنحدد مصائرنا ونقوم على شئون بلادنا فلنضع أسساً تساعدنا على الاختيار ونحن مقبلون على خطوة تاريخية حقيقية وهى أول انتخابات برلمانية فى مصر. نعم هى الأولى فإذا ولدت مصر من جديد بتاريخ خمسة وعشرين يناير إذاً فإن الانتخابات الأولى فهيا نحتفل بميلاد الثورة بانتخابات برلمانية نزيهة. أول هذه الأسس يا إخوانى هى ألا نختار مرشحنا بناء على العاطفة أو القرابة أو نختار حزباً بمجرد اتجاه دينى، وثانياً الاستبيان أى أننا نتبين هوية هؤلاء الأشخاص، ثالثً هى التعقل والتفكير والمناقشة فلنحضر مؤتمرات جميع المرشحين ولنستمع إليهم ونناقشهم حتى نختار أحسنهم، ورابعاً أن ننشر هذه الثقافة بين من لم يحظواعلي التعليم الكافى ليدركوا مثل هذه الأسس حيث إن هؤلاء هم نقطة الضعف التى ينتهزها المرشحون فيجب أن يدركوا أن المصلحة ليست فى مائة جنيه أو حتى ألف أو توظيف ابن أو كسوة الشتاء أو شنطة المدرسة ولكن المصلحة هى ماذا سيقدم هذا المرشح إلى بلد طالما نال أهلها الثناء فهيا نثبت أننا نستحق هذا الثناء فقد قال فينا رسول الله ص أننا خير أجناد الأرض، فيا خير أجناد الأرض نحن الآن فى معركة ضد الفقر وضد الجهل وضد الفساد وضد الرشاوى وضد أصحاب النفوس الضعيفة وضد المرتزقة لنحارب ولتضع يدك بيدى ونقسم على بذل الجهد والعرق فإن لم نتعب الآن فمتى يا أبناء مصر، فحى على الجهاد من أجل أن تكون مصر فوق الجميع.. بقلم : مصطفى أبو العلا المحامى وعضو اتحاد المحامين الدولى